الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عرض "الدراقا" بمهرجان قابس الدولي: نزع في جانب الدراقا عن دهاليز السجن..

نشر في  29 جويلية 2018  (11:36)

 تواصلت البارحة السبت 28 جويلية الجاري فعاليات الدورة 35 لمهرجان قابس الدولي والعرض 11 من تأثيث عمل موسيقي فرجوي "الدراقا" من اخراج المسرحي الكوميدي بسام الحمراوي وانتاج نوفل الورتاني.

جمهور متنوع تابع العرض وان كان حضورا أكبر لفئة الشباب جاء حاملا لعديد التساؤلات حول طبيعة العمل وتصنيفه كذلك مفهوم الدراقا ليجد هذا الجمهور سريعا نفسه داخل عمل تدور احداثه داخل السجن، مسرحي ان صح تصنيفه حاول من خلاله المخرج بسام الحمراوي ان يكون " شعاع أمل يمر عبر قضبان السجن، ذلك الكائن المخيف الذي يبتلع أحلام المساجين ليلفظهم فيما بعد كحطام على شاطئ المجتمع.

ولإنارة زوايا السجن وتغذية شمعة الأمل نلجأ للأغاني و الهزل، حتى تمر الساعات الثقيلة والسنوات الطوال”...

عمل فرجوي شكل رحلة فنية داخل اسوار السجن قامت على الحركة والرقص خصوصا والاشارة كلغة من خلال انتقاء هادف لعديد الاغاني الشعبية التونسية عالجت جملة من القضايا الحارقة كالحرقة و واقع السجون وعوالمه المظلمة والمضيئة ايضا دون الغوص فيما هو سياسي وان كان حاضرا رمزيا...

الجمهور كان تفاعله عفويا و واعيا حتى في ضحكه كما انه لم يتخمر بالرقص خاصة مع ايقاع قوي للاغاني الشعبية الذي عادة ما يجد التونسي نفسه ودون ان يشعر "يدور في الحزام" وهو ما حصل في عروض سابقة للدراقا في عدد من المدن كما بين مساعد المخرج عبد القادر قريدي في ندوة صحفية مباشرة اثر العرض ..

اما عن معنى دراقا فهي الستار الفاصل وتستعمل في السجون في ظل غياب الحواجز بالداخل فالكل مشترك الخاص والعام بين العشرات وحتى من المئات من السجناء ...

عمل دراقا كما بينت الاستاذة أمال اليملاحي نزع في جانب الدراقا عن دهاليز السجن مضيفة ان شخصية السجين الحاكم بامره في السجن والذي التزم الصمت طيلة العرض خرج في نهاية العرض "كوكو" الشخصية الضعيفة المزدوجة وهو إيحاء لما نعيشه اليوم من تموضع الشخص غير المناسب في المكان والمقام المناسب، انهيار للقيم، غياب الوعي، تداخل المفاهيم. وان الشعب من يصنع الزعيم ( فرعون) ..

عرض فرجوي مفتوح حضرت فيه الكوميديا السوداء حيث تداخلت فيها الاحاسيس بين الدمعة والابتسامة وبين الامل والالم ..كذلك عرض وان وظف جيدا جل الاغاني الشعبية المختارة الا انها شكلت تخمة ليركز العرض كثيرا على الرقص مما ارهق الممثلين دون ان ننسى بعض الهنات في الانتشار على الركح، كما يحسب لهذا العمل اعطاء الفرصة للعديد من المواهب الشابة في الرقص والغناء للبروز والانخراط في المشهد الفني..

تجدر الاشارة الى ان عرض الليلة الاحد 29 جويلية الجاري ستحييه الفنانة السورية فايا يونان صاحبة الصوت الملائكي بالمسرح البلدي بقابس على الساعة العاشرة ليلا...

لزهر الحشاني